حبوب الذرة-في أمل

حبوب الذرة

كانت الجائزة الأولى في مسابقة أفضل حبوب ذرة من نصيبه دائماً، ذلك المزارع النشيط الذي بدأت تلتفت إليه الأعين متسائلة عن سِّر ذلك النجاح وحاسدةً إياه على قدرته في المحافظة على تلك المرتبة، وإشباعا لتلك العيون وإرواء لظمأ الفضوليين قرر أحد الصحفيين إجراء لقاء معه علَّه يعرف ذلك السر.

الصحفي: كيف استطعت الوصول إلى الجائزة والمحافظة عليها كل تلك السنين.

المزارع: استغرب تأخرك في القدوم إلي كاستغرابي ممن حولي تأخرهم في سؤالي عن ذلك.

الصحفي: لم تصل أنباؤك إلي إلا مؤخرا، والفضول كان دافع الجميع  لإبلاغي بذلك.

المزارع: ياسيدي سأطلب منك ألا تستغرب بساطة السبب.

الصحفي: تفضل أخبرني.

المزارع: إنني أتشارك مع جيراني البذور الجيدة لذلك أحصل على أفضل إنتاج للذرة.

الصحفي: وكيف تعطيهم من بذارك وهم ينافسونك في نفس المسابقة؟؟؟؟

المزارع: ألا تعلم أن الرياح تحمل معها حبّات الطلع من حقل لآخر، وبالتالي فإن نوعية الذرة في حقلي ستتأثر بنوعية بذورهم، أما هم فإن جيرانهم من الجهة الأخرى يزرعون بذاراً عاديةً أو سيئة مما يقلل من جودة بذورهم. 

هذا المزارع مدرك جيداً للترابط الوثيق في الحياة... فلا يمكن أن تتحسن حبوب الذرة لديه إلا إذا تحسنت حبوب الذرة لدى جيرانه أيضاً.

أولئك الذين يريدون أن يعيشوا بسلام عليهم أن يساعدوا جيرانهم على العيش بسلام أيضاً.. وأولئك الذين يريدون العيش بسعادة عليهم مساعدة الآخرين على العيش بسعادة أيضاً..  فقيمة الحياة تتحدد من خلال حياة الأشخاص القريبين منك. 

هكـــــذا فقط تسيـــــــر الحيــــــــــاة بأجمل صورها .. بالمحبة والسلام.

بقلم:عامر المصري

رسم:كارولين العتر