Top Ad unit 728 × 90

التركمان في سورية

التركمان في سورية

التركمان أحد أكبر مكونات المجتمع السوري المتنوع، ونبدأ بالحديث عنهم من التسمية المؤلفة من قسمين في اللغة التركية ف(تورك) اسم علم و(من) تعني البأس والشدة أو (مان ) أداة تعظيم وتفخيم في اللغة التركية , كلمة تركمان تأتي بمعنى التركي الشجاع ( ترك مان).
والتركمان هم أفراد العرق التركي الذين تناسلوا من سلالة جدهم الأسطوري أوغوزهان بأحفاده ال24 , وتعود أصولهم لآسيا الوسطى ،يتواجدون في تركمانستان وتركية وأذربيجان وأفغانستان وإيران والعراق وسورية ولبنان وفلسطين والأردن وليبيا , ولغتهم هي اللغةَ التركمانيةَ، التي تتفرع عن اللغات الألطية، شأنها في ذلك شأن بقية اللغات التركية .
بدأت هجرة التركمان إلى شرق المتوسط في أواخر القرن السابع الميلادي،حيث اندفعت القبائل التركمانية من موطنها في سهول تركستان وسط آسيا غربا باتجاه شرق المتوسط، فأقاموا على حدود الدولة العربية الاسلامية والدولة البيزنطية، ثم دخلوا الدولة العربية بعد أن اعتنقوا الإسلام، فكان لهم دور هام في الحياة السياسية والعسكرية وخاصة في العصر العباسي عندما كانوا جزءا من الجيش الاسلامي آنذاك، كما كان لبعض شخصياتهم عظيم الشأن وخاصة في أدوار خلفاء هاون الرشيد.
أما وجود التركمان في سوريا فيعود الى هجرة بعضهم إليها في القرن الثالث عشر ، خلافاً لما يعتقده البعض من أن وجودهم فيها مرتبط بدخول العثمانيين في القرن السادس عشر، أو أنهم استقدموا من الأناضول بعد ذلك.
فالوقائع التاريخية تتحدث عن دور سياسي وعسكري بارز لكثير من الشخصيات التركمانية مع بدء هجرتهم هذه، وخاصة في التصدي للحملات الصليبة الأخيرة، لدرجة أن البعض قد أسماها بالحروب الصليبية التركمانية، فأغلب قادة المسلمين في ذلك العصر من التركمان كشجرة الدر وعلاء الدين أيبك التركماني، كما كان أهم قادة جيوش صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين القائد التركماني مظفر الدين كوجك (كوكبورو)، الذي كان صهر صلاح الدين لأخته وأمير الأتابكة في أربيل.
ويوسف زين الدين من أتابكة الموصل بالإضافة إلى القائد المملوكي الظاهر بيبرس الذي كان آخر من حرر القدس من الفرنج .
التعداد السكاني للتركمان في سوريا: 
 ويعتبر التركمان في سورية القومية الثالثة بعد العرب والكرد ويقدر(لعدم وجود إحصائية رسمية) عدد سكانهم حوالي /3.5/ ثلاثة ملايين ونصف نسمة تقريبا بما فيهم التركمان المستعربون وما زال قسم منهم يتقنون اللغة التركمانية ويقدر عددهم مليون ونصف .
التركمان في سوريا ينقسمون إلى:
1.  الأتراك :كما يسميهم السوريون، وهم في الواقع الأسر التركمانية التي تقطن في المدن ومن أشهر هذه الأسر مردم بك وقباني والحسيني والدالاتي، وهذا القسم قد انصهر في مجتمع المدينة وفقد تمايزه عن الوسط الذي يعيش فيه.
2.   التركمان : هم الأسر التركمانية التي تعيش في القرى والارياف المنتشرة في الربوع السورية ، يطلق عليهم السوريون صفة التركمان، وقد حافظوا على لغتهم والكثير من عاداتهم المتميزة، ومع ذلك فقد اندمجوا بشكل رائع مع المجتمع السوري.
مناطق توزع التركمان في سوريا:
-           في محافظة حلب في مناطق منبج والباب وجرابلس والراعي ( جوبان باي ) واعزاز حيث توجد 145 قرية تركمانية شمال المحافظة وفي المدينة يسكنون في حي الهلك وبستان الباشا والحيدرية والأشرفية وقاضي عسكر.
 -        في محافظة الرقة وتل أبيض 
-        في محافظة حمص 
-       في محافظة حماه ( مصياف وسلمية) حوالي 30 قرية تركمانية.
-       في محافظة طرطوس5 قرية تركمانية.
-       وفي الجولان (الاراضي المحتلة )20 قرية تركمانية . وهي في الأصل من الجماعة التركمانية التي كان عددها خمسة آلاف نسمة، وكانوا يتوزعون على قرى الجولان كالسنديانة والقادرية وضبية والرزانية وعين السمسم والعليقة وعين العلق والأحمدية وكفرنفاخ والمغير قبل أن تحتله إسرائيل عام 1967 وقام العدو بطرد معظم سكانه السوريين.
-       وفي محافظة ادلب جسر الشغور 5 قرى تركمانية مع حارة للتركمان في مركز مدينة جسر الشغور–
 - وفي محافظة درعا 13 قرية تركمانية
-       في محافظة دمشق 5 قرى تركمانية وفي المدينة ذاتها تتوزع مجموعة من التركمان في المناطق التي يسكنها نازحو الجولان (حي القدم وبرزة والحجر الاسود والسيدة زينب)، والذين فقدوا أراضيهم في مرتفعات الجولان بعد نزوحهم منها عام 1967 .
-       وفي محافظة اللاذقية في قسمه الشمالي بالقرب من الحدود التركية في منطقة رأس البسيط ومرتفعات الباير مع حارتين للتركمان في مدينة اللاذقية .
والتركمان يتوزعون في تجمعات سكنية من طبيعة مدنية وأخرى تجمعات ريفية , ويمتهن التركمان من سكان الريف الزراعة وتربية المواشي، أما سكان المدن منهم فأغلبهم يمارس  العمل الحر والوظيفة العامة  وخاصة (حلب ودمشق )
-يعتنق التركمان السوريون الدين الإسلامي، ويتميزون بالتدين، مع عدم التعصب ويميلون إلى الإندماج في الحياة العامة لتميزهم بالشفافية والإنفتاح والقدرة على التفاعل مع المجتمعات التي يعيشون فيها وكان للكثيرين منهم آثاراً واضحة على تطور وتقدم المجتمع الذي يعيشون فيه فمن بينهم شعراء وكتاب ومفكرين وسياسيين كبار ورجال دولة أشداء غير متعصبين لقوميتهم, وقد شاركوا في الدفاع عن القضايا الوطنية لبلدهم سورية، فاشتهر منهم نويران آغور في قرى حلب في نضاله لاستقلال سوريا عن الانتداب  الفرنسي،كما شارك التركمان في اللاذقية بقيادة نورس آغا سوخطة وفي الجولان بقيادة عيد آغا في مقاومة الاحتلال الفرنسي.

العادات والتقاليد
أما خصوصيتهم في العادات والتقاليد فلم تكن كبيرة اذ لم يظهر التميز إلا في جوانب محدودة أغلبها اجتماعية : 
فقد كانوا (و خاصة الامراء منهم ) يتزوجون من امرأة واحدة فقط فلا يعرف عندهم الضرة و لا الشريكة.
والمرأة تتمتع بشخصية قوية ومكانة مرموقة لما تتحلى به من صفات العفة والحرص على الرباط الاسري فلا تطلب المرأة التركمانية الطلاق ولا تتزوج بعد وفاة زوجها وتربي أطفالها على الاخلاق الحميدة.
و الزواج يتم عادة بأن تطلب عائلة الفتاة مهراً من عائلة الشاب وإذا كانت العائلات متحابة تخطب أولاد بعضها البعض و هم لم يزالوا أطفالاً رضعاً, وتتم الخطوبة بأن يضع الرجل خاتمه الخاص في إصبع الفتاة، وهي بدورها تقدم لخطيبها قميصا لونه أحمر تخيطه بيديها ليلبسه الشاب في ليلة الزفاف.أما في العرس كان هناك تقليد رمي السهام على خاتم العريس من قبل الأصدقاء, هذا وإن العريس كان يحدد مكان ليلة الدخلة بواسطة رمي السهم من قوسه.
والعلاقات الأسروية تتجلى بأن تصرفات الأباء تجاه أولادهم كانت تتصف بالشفقة و المحبة , أما الاحترام للأم فكان يعبر بكل مناسبة  و يقال بأن" حق الأم, هو حق الله".
ولديهم طريقة خاصة لإلقاء التحية فيما بينهم وذلك بإيماء الرأس الى الأسفل ووضع اليد اليمنى على الصدر 
اللباس :
من الصعوبة تكوين فكرة واضحة حول الزي الخاص عند التركمان ولكن يجري الحديث عن أن رئيس البوز- أوق المدعو أوروز قوجه كان يرتدي عباءة مصنوعة من فرو الماعز الذكر. لكن كلهم كانوا يرتدون في الشتاء ألبسة جلدية دون ارتداء الفراء المصنوع من جلد الماعز.أما الأحذية فكانت عبارة عن جزم طويلة العنق (أديك) و جزم قصيرة (سكمان).
وفيما يخص غطاء الرأس فإن الرجل يضع فوق رأسه قبعة تدعى(قلبق) ، فيما تضع المرأة قبعة مستديرة تدعى الفوتور، يتدلى منها قماش مطرز بعرض ثلاث أصابع .
ومن الصفات التي يتميز بها التركماني هو احترام الآخر وحب الضيافة ، والبعد عن التعصب العرقي و الديني و تظهر بشكل واضح لدى عادات التركمان في القرى التي توارثوها أباً عن جد، فالتركماني يُنشئ أولاده منذ الصغر على حب الوطن و احترام الكبير، والوفاء للصديق وعدم المهابة من العدو.



بقلم:لورنسة المصياتي
التركمان في سورية Reviewed by Unknown on 1:23 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

All Rights Reserved by تجريب © 2014 - 2015
Powered By Blogger, Designed by Sweetheme

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.