امرأة القفازات

امرأة القفازات

امرأة بقفازات أنا, أملك منها الكثير في جواريري,قفازاتٌ للفرح, قفازاتٌ للحزن و أخرى للغواية والحب.

ليلةً بعد ليلةٍ, استلقي في سريري أفكر في صيرورتي, أخلع رموش عيني, جواربي, ساعة معصمي, جواهري, أرتدي ثياب نومي ولكنني أتردد كثيراً قبل أن أخلع قفازي. أخشى أن يلامس قماش الحقيقة جلد يديّ.

كل من حولي يملك قفازاته أيضاً, و ها هي ذي تتعارك قفازاتنا, تتشاجر, تمارس الحب, تأكل, تنام, تنجب الأطفال, إن خلع  أحدنا قفازاته فقدنا لغتنا, شيفرتنا السرية التي اتفقنا عليها دون أن نتفق وعشنا في فوضى الضجيج و الصخب...

و مع ذلك ها هو الضوء في نهاية النفق يغويني, يناديني. كم حية هي الفوضى, كم مغرٍ هو الصخب

.

كيف حالك أيتها الحياة تُرى أباردٌ هو الهواء؟ أرطبٌ هو الماء؟ أحقاً مؤلمٌ هو الحب و شبِقٌ هو الشبق؟ 

أتوق للانعتاق.... سأخلع قفازيّ, سأطير إلى موعدي مع المجهول عارية من كل شيء .. كل شيء, وإن أنا ماعدتُ,فاكتبوا على شاهدتي: " هنا مرت امرأةٌ قررت الحياة"

لـ ديما الحرستاني