Top Ad unit 728 × 90

التلفاز

التلفاز



 طلبت معلمة إحدى المدارس الابتدائية من تلاميذها أن يكتبوا موضوعاً يطلبون فيه من الله أن يعطيهم ما يتمنون, وبعد عودتها إلى المنزل جلست تقرأ ما كتب التلاميذ فأثار أحد المواضيع عاطفتها فأجهشت في البكاء صادف ذلك دخول زوجها البيت فسألها: ما الذي يبكيكِ؟
قالت: موضوع التعبير الذي كتبه أحد التلاميذ.
سألها: وماذا كتب؟
فقالت له: خذ اقرأ موضوعه بنفسك!
فأخذ يقرأ: إلهي ..أسألك هذا المساء طلباً خاصَّاً جداً وهو أن تجعلني تلفازاً في منزلنا!!
فأنا أريد أن أحلَّ محله, أريد أن أحتلّ مكاناً خاصاً في البيت فتتحلَّق أسرتي حولي وأصبح مركز اهتمامهم فيسمعونني دون مقاطعة أو توجيه أسئلة, أريد أن أحظى بالعناية التي يحظى بها حتى وهو لا يعمل.
أريد أن أكون بصحبة أبي عندما يصل إلى البيت من العمل حتى وهو مرهق, أريد من أمي أن تجلس بصحبتي حتى وهي منزعجة أو حزينة، أريد من إخوتي وأخواتي أن يتخاصموا ليختار كل منهم صحبتي, أريد أن أشعر بأنَّ أسرتي تترك كل شيء جانباً لتقضي وقتها معي.
وأخيراً وليس آخراً، أريد منك يا إلهي أن تقدّرني على إسعادهم وإزالة همومهم والترفيه عنهم جميعاً.
يااااا ربِّ إني لا أطلب منك الكثير أريد فقط أن أعيش مثل التلفاز الذي في بيتنا.
انتهى الزوج من قراءة موضوع التلميذ وقال بتأثر: يا إلهي، إنه فعلاً طفل مسكين, ما أسوأ أبويه !!
فبكت المعلمة مرةً أُخْرَىْ وقالت: إنَّه الموضوع الذي كتبه طفلنا !!
إنّها الكلمات ذاتها لأطفال اليوم، والتقنيات الحديثة ذاتها التي بدأت تسرقنا من أحبتنا بطريقة فوضوية, بل وتسرق مشاعرنا وعواطفنا أيضاً، فلا تتركوا التلفاز يأخذ مكانهم عندهم ومكانهم عندكم.
فلننقذ أنفسنا من الغرق في العالم الافتراضي ولنعد لعالمنا الحقيقي .. عالم من نحب.. ولنقرر من الآن أن نعيش معهم لا أن نعيش لأجلهم.



بقلم:عامر المصري
رسم:زكوان كللو


التلفاز Reviewed by 0 on 4:57 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

All Rights Reserved by تجريب © 2014 - 2015
Powered By Blogger, Designed by Sweetheme

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.