Top Ad unit 728 × 90

الدعم النفسي للأطفال في حالة الحرب والنزاعات


الدعم النفسي للأطفال في حالة الحرب والنزاعات



تعتبر النزاعات والحروب بما تفرضه من ظروف صادمة وضاغطة عديدة من أقسى التجارب على نفسية الكبار والصغار تترك بصماتها على معظم نواحي الحياة ومن الطبيعي أن يكون الأطفال هم الشريحة الأكثر تأثراً وتضرراً بما يحدث ويرجع علماء التربية والنفس ذلك لعدم نضوج الأطفال نفسياً واجتماعياً.
فالأطفال الذين تعرضوا لانتهاكات الحرب بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال هدم منازلهم أو وفاة أحد ذويهم أو حتى متابعة مشاهد الضحايا على شاشة التلفاز يشعرون بخطر شديد يهدد حياتهم وخوف وقلق متزايد وقد يصبحون ضحية الخوف الشديد ، الكوابيس ، أو الاكتئاب وغير ذلك مما يؤثر في سلوكهم ومزاجهم يؤدي الى ردود الفعل سلبية على المستوى النفسي والاجتماعي والمعرفي. لذا فهم في أمس الحاجة لتقديم المساندة النفسية من قبل الأهل والاختصاصيين النفسيين.
بعض الآثار النفسية والاجتماعية والسلوكية للنزاعات والحروب على الطفل :
          القلق النفسي : وهو حالة من التوتر المصحوب بالخوف وتوقع الخطر.
 من أعراضه:  زيادة الحركة وفرط النشاط، عدم القدرة على التركيز، سرعة الغضب، الحساسية وسرعة البكاء ، صعوبات في النوم، الكوابيس، قضم الأظافر ، العدوانية.
          الاكتئاب: عند مشاهدة الأطفال لأحداث الدمار والتهديد والموت، وصراخ ذويهم واستنجاداتهم واستمرار ذلك على المدى القريب، فإننا نجد في المدى البعيد أثار لتلك الأحداث الصادمة على ذاته قد لا تتضح وقت الصدمة مع مرور الزمن كالوحدة النفسية والانطواء والاكتئاب، أو عدوانية السلوك.
 من أعراضه: طفل مكتئب طوال اليوم، محب للوحدة والانعزال فاقد الثقة بالآخرين، متردد، مهمل لنظافته الشخصية، مفتقد للمتعة والاهتمام بالنشاط اليومي الذي قد يقوم به ، فقدان الشهية، لديه هواجس ورغبة بالموت أو الانتحار.
          اضطرابات النوم: كالصعوبة في الدخول بالنوم، أو تغيير في عادات ومكان النوم، الاستيقاظ المتكرر إثر المخاوف والكوابيس، أو الإفراط في النوم والصعوبة في الاستيقاظ صباحاً، الشعور بالتعب والنوم لساعات في النهار على غير المعتاد.
          النكوص أو التراجع: والمقصود به العودة إلى سلوكيات طفولية غير ملائمة للمرحلة العمرية الموجود بها. مثل مص الإصبع، التبول اللاإرادي، الزحف ، استخدام لغة الأطفال.
          آلام جسدية: غالبية الآلام التي يعبر عنها الأطفال هي آلام في الرأس والبطن وأحياناً يشكو الأطفال من ألام في الأطراف ممكن أن تكون نابعة من الضغط الناتج عن تشنج العضلات.
          العدوانية: إن مشاهد العنف تؤثر بشكل كبير على الأطفال وتزيد من شعورهم بالقلق والإحباط مما ينعكس على سلوكياتهم وتفكيرهم ومشاعرهم وتزيد من احتمال لجوئهم إلى العنف
كيف يمكن أن نساعد الأطفال الذين يعانون من تلك الاضطرابات للتخفيف من وطأتها على نواحي حياتهم؟
في الظروف الصعبة يكون الهدف الأول بالنسبة للأهل والبالغين المحيطين بالأطفال هو العمل قدر المستطاع على بناء نوع من الإحساس بالأمان على قدر الاستطاعة وتوفير جو من الهدوء في بيئة الطفل بكل الأشكال الممكنة والوسائل المتاحة. من خلال:
          السعي لتوفير أجواء الأمان للأطفال وإعادة ترسيخ الشعور بالحماية من خلال إبعادهم إلى مناطق آمنة قدر الإمكان وطمأنتهم.
          تشجيعهم على مواصلة الأنشطة الاعتيادية اليومية وخلق البدائل لها إن لم يتمكن من ممارستها.
          التحدث مع الأطفال عن المواقف والخبرات الصادمة التي تخيفهم ومساعدتهم في فهم انطباعاتهم عنها، وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم لتجنيبهم خطر ردود الفعل السلبية.
          توجيه اهتمام الأطفال الخائفين إلى أطفال آخرين يتعاملون مع أحداث الصدمة بدون خوف وسرد قصص لأطفال في أوضاع مشابهة وكيف تم التغلب على خوفهم.
          إشراك الأطفال في أنشطة بدنية والغناء والرسم لتوفير مجال للتخفيف من حدة التوتر لديهم وإسقاط مخاوفهم التي لا يعبرون عنها بالكلام.
          تكليف الأطفال بمهام صغيرة تشغلهم عن مشاهدة أحداث الدمار والقتل عبر التلفاز وتعزز ثقتهم بأنفسهم وتشعرهم بالكفاءة.
          الامتناع عن رواية الأخبار المروعة أمام الأطفال وتجنيبهم مشاهدة آثار الدمار والقتل على شاشة التلفاز.
          عند ساعات المساء ومع اقتراب موعد النوم لابد من البقاء بالقرب من الأطفال لتعزيز شعورهم بالأمان ، ورواية القصص التي تملأها إشارات الأمل بالمستقبل الجميل والشجاعة لتلهيهم عن أي أصوات كالقصف أو غيرها
          التجاوب مع أسئلة الأطفال بصورة صادقة وبسيطة بما يدفع الأطفال للالتزام بتعليمات الكبار والحذر في حالات الإنذار والطوارئ.
          استيعاب سلوكيات الأطفال والتعامل معها بهدوء ومراعاة ضبط النفس .
          منح الطفل الحب بأمانة وسخاء وإشعاره بأنه موضع تقدير واحترام.
وأختم بالتأكيد على ضرورة وجود البيئة البيتية الداعمة للأطفال في ظل ظروف الحرب القاسية ، فالطفل يرى في البالغ مصدر للأمان والحنان.


بقلم: أ.زهية الحلاق

باحثة تربوية
الدعم النفسي للأطفال في حالة الحرب والنزاعات Reviewed by Unknown on 12:16 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

All Rights Reserved by تجريب © 2014 - 2015
Powered By Blogger, Designed by Sweetheme

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.