Top Ad unit 728 × 90

مصطفى العقاد

مصطفى العقاد

ولد العقاد في مدينة حلب عام 1935 ، لأسرة فقيرة مثقفة ، وفرت له جواً ملائماً للاطلاع على الفنون والأدب، منذ صغره تعلق بالسينما بعد ان اطلع على أسرارهاعن طريق جاره اليوناني المقيم في حلب والمتخصص بعرض الأفلام السينمائية، فأعلن رغبته بالعمل في الإخراج السينمائي في هوليوود ليجابه برفض والده وسخرية المحيطين به (في حلب كنت أضحوكتهم ، ونصحوني بأن أحلم على قدي) لكن ذلك لم يثن الفتى الطموح واستمر في الحلم وعمل على دراسة الكتب التي تدرّس في جامعات أمريكا،وأخرج في هذه الفترة مسرحيته (شعلة من الصحراء ) والتي جاب فيها محافظات القطر كلها.
ولما رأى والده إصراره ومثابرته  وافق على رغبته ,لكنه أخبره بعدم قدرته على مساعدته ماديا، فاضطر للعمل المصرفي لمدة عام متواصل ليجمع ثمن تذكرة السفر الى الولايات المتحدة الأميركية.
وفعلا بدأت رحلة العقاد بالتوجه الى جامعة كالفيورنيا الأميركية وبحوزته الكثير من الأحلام وفكرا وقادا والقليل من المال،بالإضافة الى الطيّب من الاخلاق الحميدة والتربية الإسلامية السمحاء.
وبدأ الفتى المجد الدراسة بكل عزيمة وإصرار فأنتج خلالها فيلم عن (قصر الحمراء) نال عليه الجائزة الأولى في الجامعة.
بعد تخرجه عمل مساعدا للمخرج الكبير الفريد هيتشوك واكتسب منه خبرة كبيرة في الإخراج وخاصة لأفلام الرعب التي تميز بها هيتشوك.
وفي الوقت ذاته كان العقاد يحاول الوصول الى حلمه بإنتاج أفلام تتحدث عن الإسلام وأخلاقه السمحاء معتبرا أنها رسالته التي يجب عليه إيصالها للعالم أجمع لكنه اصطدم برفض كل شركات الإنتاج التي تواصل معها لذات الأمر، مما دفعه للتفكير مليا في إنتاج مجموعة من الافلام التجارية التي ستؤمن أرباحها التمويل اللازم لإنتاج أعماله تلك ، وبالفعل أنتج مجموعة أفلام (الهالويين) التي لاقت رواجاً كبيراً، ثم مجموعة أفلام (كيف يرانا العالم) والتي جاب أثناء تصويرها مناطق كثيرة في العالم أكسبته خبرة ومعرفة كبيرة في عادات الشعوب وتقاليدها، فحققت أفلامه تلك النجاح وأمنت له مبالغ جعلته قادراً على البدء في تنفيذ الحلم فكان إنتاجه لفيلم الرسالة سنة 1976 وهو أول فيلم عالمي يتحدث عن الرسالة النبوية الشريفة ، وصدر الفيلم بنسختيه العربية والإنكليزية، وفي عام 1980 أنتج فيلم (أسد الصحراء) عن المجاهد الشيخ عمر المختار وقيادته للثورة الليبية في وجه الاحتلال الإيطالي، ليظهر للعالم ذكاء العقاد وبُعد الرؤية لديه ليس كمخرج ومنتج وحسب ، بل وكصاحب رسالة ، فاختيار الممثل (انتوني كوين) لبطولة فيلم (أسد الصحراء) ساعد على انتشار الفيلم ومتابعته في الوسط المستهدف بتلك الرسالة، وإقناعه بمقدار الظلم والتشويه الذي لحق بالأمة العربية والإسلامية (أتيتُ بانتوني كوين ليقتنع الغربيون بقضيتنا وبالظلم الذي لحق بنا،لابد أن نقدم قضيتنا من خلال وجوه يعرفونها ويحبونها).
لم تقف أحلام العقاد عند هذا الحد فقد كان يطمح لإنتاج فيلم عن البطل التاريخي (صلاح الدين) وفيلما يتحدث عن الأندلس والحضارة العربية الإسلامية التي قامت هناك، لإتمام رسالته في حوار الحضارات بأسلوب فني راقٍ، فحالت قلة التمويل دون تحقيق هذا الحلم الذي استمر في الكفاح لأجله حتى وفاته مع ابنته (ريمة) على يد الإرهاب في سلسلة التفجيرات التي وقعت في العاصمة الأردنية(عمان) في تشرين الثاني 2005، ليعود الى مسقط رأسه (حلب) شهيدا للمحبة والتآخي بين الشعوب(التطرف بكافة صوره هو عين الجهل).
كان العقاد مؤمنا بقضايا أمته وبأن شمس حضارتها لا بد أن تشرق من جديد(للحضارة دورات وربما تعود الكرة الى ملعبنا).
نال العقاد الكثير من الجوائز في مهرجانات سينمائية عربية ودولية،كما كرم من قبل عدد من الزعماء العرب والأجانب ومن بينها تكريم الرئيس الأميركي (بيل كلنتون) وحال استشهاده بين التكريم المقرر في مهرجان دمشق.


 بقلم: لانا النجار


مصطفى العقاد Reviewed by Unknown on 11:23 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

All Rights Reserved by تجريب © 2014 - 2015
Powered By Blogger, Designed by Sweetheme

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.