Top Ad unit 728 × 90

عبد الرحمن الكواكبي

عبد الرحمن الكواكبي

لقبه الناس في حلب "أبا  الضعفاء" ، عندما فتح مكتبا لنصرة المظلومين في عهد السلطان عبد الحميد، إنه المفكر والحقوقي والصحفي عبد الرحمن الكواكبي، داعية الحرية في عهد الظلم ومنير العقول في عصر الجهل، ومحارب الفساد والاستبداد.
ابن مدينة حلب، ولد في عصر ازدهار الثقافة والعلم فيها عام 1855، من عائلة عالية المكانة والشأن، درس في المدرسة الكواكبية ( مدرسة عائلته) فاتقن فيها علوم اللغة العريبة والدين، رفد تلك العلوم بقراءةِ كتبِ ومخطوطاتِ المكتبة الكواكبية الغنية بكتب الفلسفة والسياسة والتاريخ والمجتمع، واستفاد من اتقانه للغة التركية بمطالعة الصحف التي كانت تصل إلى حلب في تلك الأيام .
عين محرراً في صحيفة الفرات الرسمية التي كانت تصدر باللغتين التركة والعربية سنة 1875، ولمحاباتها للمستبدين المخالفة لفكره المحارب لفسادهم قرر إنشاء صحيفته الخاصة (الشهباء 1877) باللغة العربية والتي تم إيقافها من قبل والي حلب المستبد بعد صدور العدد السادس عشر، ثم أنشأ صحيفة (الاعتدال 1879) باسم صديقه فكان مصيرها كسابقتها.
ولصعوبة نشر أفكاره التنويرية المحاربة للفساد والاستبداد من خلال الصحافة فقد ترك العمل الصحفي وانتقل إلى دراسة الحقوق ، فبرع فيها وعين عضواً في لجنتي المالية والمعارف العمومية في حلب،والأشغال العامة ثم عضواً فخرياً في لجنة امتحان المحامين في المدينة.
أدرك الكواكبي أن استبداد السلطة لن يسمح له بتطبيق فكره الإصلاحي ، فترك تلك المناصب والأعمال سنة 1886 وقام بافتتاح مكتبه الخاص في حي (الفرافرة)، لخدمة الشعب ورفع الظلم عن العرب والأتراك المستضعفين، وغالباً لم يكن يتقاضى أتعاباً لعمله.
لم تُرضِ أعمال الكواكبي والي حلب كامل باشا فلقف له تهمة الإشتراك في التدبير لاغتياله واعتقل في نفس العام، فاحتشدت الجماهير في حلب مطالبة بإطلاق سراحه، رضخت السلطة لطلبات الحشود فأفرجت عن الكواكبي وعزلت والي حلب وعينت عارف باشا بدلاً عنه.
قام الوالي الجديد بتعيين الكواكبي رئيساً لبلدية حلب، والذي استمر في دفاعه عن المظلومين، والاستماع إلى مظالم الناس، ووقوفه في وجه الظلام والمستبدين، مما أدى إلى اصطدامه مع الوالي العثماني المعروف بحبه للرشوة، ليلفق له الأخير تهمة رئاسة منظمة سرية معادية للدولة والإسلام والاتصال بدولة أجنبية، حكم بسببها بالإعدام، لكن محكمة الاستئناف في بيروت أصدرت حكما ببراءته بعد محاكمة تولى فيها مهمة الدفاع عن نفسه بنفسه.
استمرت السلطات العثمانية بالتضييق على الكواكبي في بيروت، فأضطر إلى تلبية دعوة صديقه جمال الدين الأفغاني بالسفر إلى مصر سنة 1899، فلمع نجمه وتتلمذ على يده العديد من العلماء والأدباء في ذلك العصر، ومنها قام بجولته إلى الجزيرة العربية والحبشة والهند، ثم عاد إليها ليموت مسموماً سنة 1902.
أمضى الكواكبي حياته في النضال ضد الاستبداد والظلم، ومحاربة الجهل بكل أشكاله، ودعوة الأمة للتحرر من جهلها الذي يعيق تقدمها ، ويحرم أبناءها العيشة الآدمية الكريمة، فأقام النوادي الاصلاحية والجمعيات الخيرية، وطالب العرب بالثورة على الأتراك لإقامة الخلافة العربية، كما خاطب الحكام والولاة للتحلي بالأخلاق الحميدة وتحملهم مسؤولية الرعية.
ترك إرثاً غنياً  من الكتب والمخطوطات والمؤلفات، ومن كتبه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد،وأم القرى، ومنها أيضاً العظمة لله وصحائف قريش، وقد فقدت عدة مخطوطات من بيته بعد موته.
من مأثورات أقوال الكواكبي في وصف الاستبداد والمستبد والمستبد:
- الاستبداد يتصرف في أكثر الميول الطبيعية والأخلاق الفاضلة، فيضعفها أو يفسدها.
- المستبد فردٌ عاجز، لاحول له ولا قوة إلا بأعوانه، أعداء العدل وأنصار الجور.
- إن خوف المستبد من نقمة رعيته أكثر من خوفهم من بأسه، لأن خوفه ينشأ من علمه بما يستحقه منهم وخوفهم ناشئ عن جهل.


"العوام هم قوة المستبدُّ وقُوْتُهُ.
بهم عليهم يصول ويطول؛
يأسرهم فيتهللون لشوكته؛
ويغصب أموالهم فيحمدونه على إبقائه حياتهم؛
ويهينهم فيثنون على رفعته؛
ويغري بعضهم على بعض فيفتخرون بسياسته؛
وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريماً؛
وإذا قتل منهم لم يمثِّل يعتبرونه رحيماً؛
ويسوقهم إلى خطر الموت،
فيطيعونه حذر التوبيخ؛
وإن نقم عليه منهم بعض الأباة قاتلهم كأنهم بُغاة."

بقلم : لانا النجار

عبد الرحمن الكواكبي Reviewed by Unknown on 2:01 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

All Rights Reserved by تجريب © 2014 - 2015
Powered By Blogger, Designed by Sweetheme

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.