عطش الدمشقيين
عطش الدمشقيين
قطع المياه عن دمشق يتسبب بـ كارثة انسانية..والسوريون يحاولون تعبئة المياه بطرق "فقيرة"
أجبر انقطاع المياه عن العاصمة دمشق لمدة أسبوع متواصل من دون سابق إنذار أو تنبيه، إلى لجوء المواطنيين لطرق جديدة من أجل تأمين حاجياتهم اليومية، حيث كانت طرقهم مأساوية وفقيرة للغاية.
وسبب انقطاع المياه عن دمشق، هو قيام مواجهات بين الجيش النظامي وبين مقاتلي المعارضة في وادي بردى، والتي أدت لقيام مقاتلي المعارضة بقطع مياه نبع الفيجة عن دمشق كرد فعل على حملة الجيش النظامي.
مما يطرح التساؤلات التالية :
- أليس من واجب الدولة تأمين احتياجات المواطنين في كل الظروف ، والماء أهمها؟
- ألا يتوجب على النظام التعامل بحكمة في صراعه في منطقة بأهمية منطقة عين الفيجة؟
- هل يحق للمعارضة أن تطالب بحرية الشعب عبر تعطيش ملايين المواطنين؟
مفاوضات ..
وتحدثت معلومات مؤخراً عن اجتماع بين ممثلين عن مقاتلي المعارضة ومجالس محلية معارضة في وادي بردى، ولجنة أمنية وعسكرية من الحكومة السورية، حيث تم الإتفاق بينهم بإعلان الإلتزام بإعادة المياه جزئياً لمدينة دمشق "لكن دون ضخ" نظراً لتعطل بعض المضخات بعد "إصابتها بالشظايا" في مساء يوم الأربعاء 26/11/2014.
ونصت شروط الاتفاق على إعادة ضخ مياه عين الفيجة بشكل كامل إلى دمشق، مقابل إيقاف العملية العسكرية وانسحاب الجيش إلى أشرفية الوادي، والإفراج عن موقوفين تم تسليم قائمة بأسمائهم، وفتح جميع الطرقات المؤدية لوادي بردى، وإدخال المواد الغذائية والطبية والمحروقات للمنطقة، وفتح الطريق الواصل بين بلدتي ديرمقرن وإفرة في وادي بردى.
وخلال الأسبوع الماضي اضطر السوريون في العاصمة دمشق والذين لا حول لهم ولا قوة إلى اللجوء لجمع مياه الأمطار عن طريق الأواني المنزلية، وتعبئة مياه الشرب من الآبار الموجودة في الجوامع حيث باتوا يصطفون بأعداد كبيرة للحصول على 5 ليتر من المياه.
لعنة التجار ..
رغم كل هذا الشقاء والمعاناة التي لحقت بالسوريين نتيجة فقدان الحكومة السورية خطط بديلة لتأمين مياه الشرب للمواطنين، لم يرحمهم التجار فقد قاموا برفع سعر قنينة مياه الشرب "بقين" إلى 150 ليرة سورية لليتر الواحد، كما قام أصحاب الصهاريج المياه الجوالة برفع سعر الصهريج إلى 4000 ليرة سورية وبعد التوسل له.
مرة أخرى كانت أجهزة الدولة الرقابية كحماية المستهلك غائبة عن الساحة ، تاركة المواطنين فريسة سهلة للمستغلين وضعاف النفوس.
الأمراض ..
وبالنسبة لطلاب المدارس، فقد أدى انقطاع المياه المستمر منذ أكثر من أسبوع عن معظم الأحياء الدمشقية لإنتشار الأمراض والأوبئة كـ" القمل، والحساسية العالية، الإلتهابات، طفح جلدي وغيرها" بين الأطفال في المدارس بشكل كبير من باقي السكان نظراً لنقص المناعة لديهم.
وبالعودة لمياه الصهاريج التي تجاوزت 4000 ليرة أثناء انقطاع المياه، فنشير هنا بأنها مياه مجهولة المصدر وغير نظيفة، وقد تسبب بحالات تسمم عديدة بين المواطنين وخصوصاً الأطفال، وكثرت هذه الحالات في منطقة ركن الدين والفحامة بالعاصمة دمشق.
سيناريو مكرر:
بعد حصول الاتفاق بدأ كل طرف بتنفيذ الجزء المتعلق به، فالمعارضة عاودت ضخ المياه بشكل جزئي ريثما يتم إصلاح باقي المضخات، والنظام سحب الحواجز عن طريق بسيمة وأوقف القصف على منطقة عين الفيجة، فاستبشر المواطنون خيراً، بعد أن توفر أبسط وأهم متطلبات الحياة.
في يومي العاشر والحادي عشر من الشهر الجاري/كانون الأول / عادت مدفعية النظام لقصف منطقة عين الفيجة، في خطوة لم يحسب فيها ما سيعانيه أهالي دمشق مجدداً فيما لو عادت المعارضة المسلحة لاستخدام السلاح نفسه.
إلى متى ستبقى أرواح الناس على المحك في صراع لا طائل منه سوى المزيد من الدماء والدمار؟
بقلم:يارا عدرا
صحفية
عطش الدمشقيين
Reviewed by Unknown
on
2:05 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: