فتحي محمد قباوة
فتحي محمد قباوة
لمن لايعرف فتحي محمد قباوة نقول : إنه من أوائل الفنانين التشكيليين السوريين اللذين أعادوا لفن النحت روحه, بل يمكن القول بأنه من شكل النواة الأولى لهذا الفن في سورية القرن العشرين, هو ابن مدينة حلب ولد عام 1917م في (حي الشماعين), يتيم الأب ولمّا يتجاوز عمره الأشهر بعد.
في الشماعين ذاك الحي المتواضع كان ملعبه الأول حيث كان الطين لعبته المفضلة لانتشار صناعة الأدوات الفخارية (الفواخير), جعل هذا الطفل من الطين مادته الأساسية في تشكيل الكثير من الدمى كنوع من اللعب واللهو مما أسس لعلاقة رافقته مدى الحياة مع الكتلة كفن, لم يكن الزمن رحيماً به بما يكفي ليُبقي له أمه, فقد حُرم منها أيضاً وهو في سن الثانية عشرة من عمره, حينها كان لزاماً عليه أن يعمل ليعيل نفسه ويكمل دراسته, والحفر على الخشب كان ما امتهنه هذا الطفل, أبدع في التعلم من تلك المهنة كيفية الدخول إلى عالم الرسم والتصوير والنحت، إذ كانت بوابته لامتلاك أول أدوات النحت, وأنجز أول عملٍ نحتي في العشرين من عمره, كان حينها في مدرسة التجهيز الأولى فأشرف عليه العديد من الأساتذة ( منيب النقشبندي, غالب سالم, وهبي الحريري) .بعد ذلك بدأ يشق طريقه ليكون أحد رواد سورية في الفن التشكيلي للقرن العشرين حين حصل عام 1944م على جائزة المجمع العلمي بدمشق عن تمثاله الشهير لأبي العلاء المعري (هذا التمثال الذي حطمته أيدي الجهلة والمتأسلمين على أنه كفر وضلال وضرب من الأصنام ).
بعدها غادر إلى مصر بتوصية من الأديب طه حسين الذي كان من المعجبين به والمشجعين الأوائل له, التحق هناك بمدرسة الفنون الجميلة العلياـ قسم التصويرـ ورغم تحقيقه لهذا الهدف الكبير إلا أنه اصطدم بمعوقات مادية كبيرة اضطرته لبيع قسم من كتبه وأدواته الضرورية وحتى قسم من الجوائز التي حصل عليها لإتمام دراسته .
وفي عام 1947م توفي الزعيم سعد الله الجابري ( كان فتحي قد أهدى الزعيم عملاً لرأس المناضل ابراهيم هنانو في إحدى المناسبات التي التقاه فيها لإعجابه الشديد بأعماله ) فنحت له تمثالاً بناءً على طلب من بلدية حلب أنجزه خلال عامٍ, وأوفد من مجلس البلدية (بعد أن أقنع رئيس المجلس مجد الجابري الأعضاء بذلك ) إلى روما على أن يعود للعمل لصالح البلدية مدة ثلاث سنوات, أَذهل قباوة اللجنة التي امتحنته هناك إذ أنجز ما يتطلب ثلاثة أيام من العمل في يوم واحد، وهكذا دخل إلى السنة الثانية مباشرة, كما تميز بقدراته في الدراسة الأكاديمية متجاوزاً الفحص النهائي عام1949م .
أتم عام 1950م تمثالاً حاز على الإعجاب الشديد من الأستاذ (غويريزي ) المشرف عليه آنذاك حمل اسم (المُفكّرة ), نال في آخر عام 1951م شهادة الدبلوم بدرجة شرف عن مشروعه الذي جسد فيه اليافع بكل صفاته الروحية والجسدية.
عاد فناننا إلى حلب لفترة قصيرة, ثم قرر استكمال الدراسة في روما إذ انتسب هناك إلى مدرسة فن الميداليات والأكاديمية قسم التصوير الزيتي فأنجز الكثير من الميداليات منها ميدالية الغفران التي حاز عليها شهادة الدبلوم بالإضافة إلى أعمال نحتية كثيرة منها عمَلَي الموجة والخريف وشارك بالكثير من المعارض التي كان يقدمها خريجي الكليات والأكاديميات في إيطاليا .
عاد ثانية إلى حلب ليعمل خبيراً في بلديتها, أُوفد بعدها إلى دمشق لينحت تمثالاً للشهيد عدنان المالكي لكنه لم يتمكن من إنجازه، فقد بدأت رحلة معاناته مع مرض السرطان الذي أصابه في معدته, اضطر حينها للعودة إلى حلب لمتابعة علاجه في مستشفى
القديس لويس في الثامن من آذار عام1958م، ولم تدم فترة آلامه طويلاً إذ توفي في
16 نيسان من نفس العام.
لم تكن حياة فتحي قباوة طويلة بالمعنى الزمني للكلمة إذ لم تتجاوز ال41 عامأً قضى أولها باليتم والألم اللذين دفعاه ليكون عصاميأ متحدياً لكل صعابها, مرهفاً حساساً مبدعاً بما يكفي ليحدث قفزةً نوعيةً في الفن التشكيلي السوري بأعمالٍ خالدةٍ منتشرة في شوارع حلب ودمشق والقاهرة .
عاد فناننا إلى حلب لفترة قصيرة, ثم قرر استكمال الدراسة في روما إذ انتسب هناك إلى مدرسة فن الميداليات والأكاديمية قسم التصوير الزيتي فأنجز الكثير من الميداليات منها ميدالية الغفران التي حاز عليها شهادة الدبلوم بالإضافة إلى أعمال نحتية كثيرة منها عمَلَي الموجة والخريف وشارك بالكثير من المعارض التي كان يقدمها خريجي الكليات والأكاديميات في إيطاليا .
عاد ثانية إلى حلب ليعمل خبيراً في بلديتها, أُوفد بعدها إلى دمشق لينحت تمثالاً للشهيد عدنان المالكي لكنه لم يتمكن من إنجازه، فقد بدأت رحلة معاناته مع مرض السرطان الذي أصابه في معدته, اضطر حينها للعودة إلى حلب لمتابعة علاجه في مستشفى
القديس لويس في الثامن من آذار عام1958م، ولم تدم فترة آلامه طويلاً إذ توفي في
16 نيسان من نفس العام.
لم تكن حياة فتحي قباوة طويلة بالمعنى الزمني للكلمة إذ لم تتجاوز ال41 عامأً قضى أولها باليتم والألم اللذين دفعاه ليكون عصاميأ متحدياً لكل صعابها, مرهفاً حساساً مبدعاً بما يكفي ليحدث قفزةً نوعيةً في الفن التشكيلي السوري بأعمالٍ خالدةٍ منتشرة في شوارع حلب ودمشق والقاهرة .
بقلم:لورنسة المصياتي
فتحي محمد قباوة
Reviewed by 0
on
2:37 م
Rating:

ليست هناك تعليقات: