أصغر مخترع في العالم
أصغر مخترع في العالم
لا يمكن تشبيهه إلا بالشهاب، لمع بسرعة ودون سابق إنذار ، وغاب بأسرع مما لمع، تاركاً نور العقل وألم الفراق، فجع السوريين برحيله، لأنه رسم مع أمثاله حلم الأجيال القادمة بمستقبل مشرق، إنه المخترع الأصغر في العالم ( عيسى عبود).
ولد المخترع الشهيد عيسى عبود في محافظة حمص في قرية الحديدة سنة 1984 من عائلة متوسطة الدخل، يعمل والده في زراعة أرضه.
بدأت ميول عيسى وشغفه في العلم "وخاصة العلوم الالكترونية "منذ صغره، فأقام مخبره الخاص بامكانياته المادية المتواضعة، التي أذهلت العالم السوري عمر حمشو.وعبر عن ذلك بقوله : (إن إنجاز عيسى عبود يعتبر مثالياً ومدهشاً على مستوى العالم ).
في مرحلة الدراسة الثانوية كان عبود قد توصل لاختراعه الأول ( تخزين المعلومات والبيانات على مخ دجاجة) فحصل على جائزته العالمية الاولى(جائزة المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الوايبو" في جنيف السويسرية)، ولما يتجاوز عمره حينها ال16 عاما، ليكون بذلك أصغر مخترع في العالم .
كما شارك في معرض الباسل للإبداع والاختراع على مدى أعوام ٍ أربعة فحصد العديد من الجوائز الذهبية والفضية والبرونزية عن الاختراعات التالية:
1- حماية المضخات المائية وتشغيلها أتوماتيكياً.
2- جهاز استريو مع إذاعة إرسالٍ تلفزيونيةٍ (صوتيةٍ وهاتفية).
3- جهاز حماية الإنسان من التيار الكهربائيّ وحماية الآلات إلكترونياً أيضاً.
4- جهاز إنذارٍ متطورٍ عبر التلفاز والهاتف والصوت.
5- جهازٌ إلكترونيٌّ صوتيٌّ يستعمل لفتح وقفل الخزائن.
6- آلة تنظيف البورسلان تعمل بالتحريض الكهرطيسيّ للذرات مع دعمها بمواد كيماوية.
7- جهازٌ إلكترونيٌّ لحماية وتشغيل وبرمجة والتعرف على كافة الأعطال التي تصيب المحركات والغاطسات المائية.
8- جهاز تشويشٍ وامتصاص ترددات جميع الهواتف اللاسلكية وترددات الشيفرة.
9- جهاز تحميل الترددات الصوتية المنخفضة لمسافات بعيدة على صوت الوطواط.
10- رجل آليٌّ كاملٌ مزود بذاكرة مع برمجة كاملة.
11- جهاز حماية من التيار الكهربائي وجهاز اتصال لاسلكي متطور.
لم تحظ عبقرية عيسى عبود بأي اهتمام من قبل أصحاب القرار في مؤسسات الدولة العلمية والعملية ، بل على العكس تماما،وضعت العراقيل في طريقه، فحتى حصوله على براءات الاختراع كانت تواجه بمصاعب الروتين، ولم يقدم له أي دعمٍ لاستثمار ذكائه المتقد،بالرغم أنه صرح على شاشة التلفاز بقدرته على تصميم وتنفيذ مختبرات تضاهي المختبرات الأحدث في الدول المتقدمة في العالم، كما قدم سلفاً البرهان على إمكانياته وقدراته، بينما اهتم العالم في الغرب اهتماما ملفتا إذ انهالت عليه العروض من أمريكا وفرنسا للإقامة والدراسة براتبٍ شهريٍّ مقابل أن يتابع تحصيله العلمي ويستكمل أبحاثه في جامعاتهم ليستفيدوا من قدراته الخارقة وكان ذلك في بداية حياته وبعد ظهوره الأول على التلفاز السوري لكنه رفض كل تلك العروض يقيناً منه بأنّ بلده أحق بعلمه وعبقريته وحاول بكل الطرق المتاحة استمال بحوثه وإفادة بلده وأبنائه لكن التنكر له وعدم توفر إمكانية الاستمرار دون دعمٍ دفعه إلى قبول أحدالعروض المهمة التي قدمت له في تلك الفترة وكان عرضاً فرنسياً إلا أن سفره لم يتم إذ سمع بقراره العالم السوريّ العالميّ عمر حمشووأثناه عنه قبل ساعاتٍ قليلةٍ من سفره، واضعاً مختبره الخاص تحت تصرفه مقابل عدوله عن ذاك القرار.
لم يسافر عيسى، وبقي ليخدم بلده، وبقيت الصعوبات تلاقيه وتُلقى في طريقه، لكنه استمر في إصراره على خدمة وطنه، وتقديم كل جهده وفاء منه لترابه وسمائه.
حاول الإعلامي توفيق الحلاق مساعدته بكل الطرق المتاحة، فكان أول من عرف الجمهور به، وسط إعلامٍ رسميٍّ مهمل لهذه الكفاءات، والذي لم يتذكر أنه من أعلى الكفاءات على مستوى العالم إلا بعد أن تم اغتياله على يد الإرهاب في السابع عشر من نيسان 2011.
رحل عيسى في زمن ذهبت فيه سورية كلها إلى الدمار بإسمنتها ، ومعاملها،وأراضيها ، لكن ذلك كله قابل للاستعادة والإعمار أماالبشر وحدهم لايعوضون ولايستردون ولا ينسون أطفالاً كانوا أم شيوخاً أم شباباً، فكيف وهم علماء ومخترعون، فقدنا عقلاً وقاداً ومخترعاً عالمياً بفقد الشاب عيسى عبود قل نظيره وندر أن تمنحنا الحياة مثيلاً له .بقلم:لورنسة المصياتي
أصغر مخترع في العالم
Reviewed by Unknown
on
12:59 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: