Top Ad unit 728 × 90

الألعاب العنيفة وأطفالنا اليوم

الألعاب العنيفة وأطفالنا اليوم


طفلي مهووس بلعبة الحرب...لا أكاد أرى أطفال الحي يلعبون سوى هذه اللعبة..!! أخشى على طفلي من هذه الألعاب العنيفة! ماذا أفعل لأجعله يستمتع بألعاب أخرى؟؟
جميعها أسئلة تراود الآباء والأمهات في هذه الفترة الصعبة التي يمر بها بلدنا الحبيب ….
بدايةً يعتبر اللعب عند الأطفال وسيلة هامة يعبرون فيها عما يشعرون به، ومن عادة الأطفال أن يقلِّدوا في لعبهم أشياء تعنيهم أو تحصل لهم، وتستحوِذ لعبة الحرب على اهتمام الأطفال (لاسيما الذكور( في جميع أنحاء العالم ، و يزداد شيوع لعبة الحرب أثناء النزاعات ، وتصبح هذه الألعاب أكثر حدةً بعد المرور بتجربة عنف مباشرة، إن تمثيل هذه التجارب المخيفة هو طريقة للسيطرة على المشاعر المشوشة لديهم، فالأطفال الذين ضُربوا قد يَضرِبون بدورهم الدمى أو أطفالاً آخرين على سبيل اللعب، فنجدهم يمثلون تعرضهم للموت والإصابات ويستخدمون ما بين أيديهم من  أدوات على أنها أسلحة عنيفة أو طائرات مقاتلة وقنابل ومنازل تحترق أو مخيمات ، ويميلون إلى اللعب بالمسدسات واقتناء السيارات والطائرات الحربية حيث يجدون في ألعاب العنف هذه خير ملاذ للتعبير الحي عن انعكاسات تلك المظاهر ، ويشير استمرار الأطفال في تمثيل مشاهد العنف على أنهم لم يتجاوزوا تلك التجربة بعد
وقد يكون ميل أطفالنا للعبة الحرب في الوقت الراهن أمراً طبيعياً لكن من غير الطبيعي أن تقتصر جميع ألعابهم وأنشطتهم عليها وأن تمتد لساعات طويلة، سواء مع الأصدقاء أو إن كان يمارس هذه اللعبة الكترونياً فالتأثير متشابه، بالمقابل هناك الكثير من الأنشطة التي تسمح للأطفال أن يعبروا عن مشاعرهم بطرق آمنة تعزز لديهم دافع الإنجاز وتدخل السرور إلى قلوبهم كالرسم وتكوين الأشكال والموسيقا والرقص والكتابة...
وسأورد لكم بعض الأمثلة عن هذه الأنشطة في العدد القادم، أما في هذا المقال دعونا نتحدث عن ألعاب الأطفال العنيفة وما تتركه من أثر على سلوكيات ونفسية أطفالنا ...
قبل أن يشتكي الأهالي من كثرة ممارسة أطفالهم للعب العنيف عليهم أن يسألوا أنفسهم هل يراقبون أطفالهم خلال مزاولتهم هذه الألعاب؟ ولماذا يفضّل الطفل هذا النوع من الألعاب؟ كم من الوقت يمضي في ممارستها؟ فمن الضروري معرفة عدد الساعات التي يمضيها الطفل أو المراهق في اللعب، ويدخل ضمن تصنيف الألعاب العنيفة تلك الألعاب الالكترونية أيضاً كالمصارعة و صناعة الحرب و الاقتحام باستخدام الأسلحة الحديثة والمتطورة.
أثر الألعاب العنيفة على الأطفال:
 وجدت بعض الدراسات أن ألعاب العنف تزيد من التصرفات العدوانية لدى الأطفال الذين يمارسونها حيث أنها تؤدي لزيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وكمية الأدرينالين في الدماغ وهي نفس الأعراض التي تحدث للإنسان عندما يتورط في شجار حقيقي مع الأخرين. كما أنها تجعل من السلوك العنيف سلوكاً مقبولاً في التعاطي مع الآخرين.
  الأسباب التي تدفع  الأطفال إلى اللعب العنيف فهي:
أسباب شخصية: كالإحباط وضعف الثقة بالنفس وعدم القدرة على مواجهة المشكلات وتخطيها.
أسباب أُسرية: تعود إلى ضغوط مالية وتفكك الأسرة وعدم متابعة الطفل والقسوة أو الدلال.
أسباب اجتماعية: كتوفر أوقات فراغ كبيرة وعدم إشغال الطفل بها واتجاهه نحو الألعاب والأفلام العنيفة.
أسباب تعود إلى بيئة المدرسة: كضعف الضبط والتوجيه من قبل الكادر التدريسي والإداري في المدرسة.
مظاهر السلوك العنيف الناتج عن ممارسة الأطفال لهذه الألعاب :
تتجلى هذه المظاهر بعدد من السلوكيات بين الأطفال تمتدّ من العدوان على بعضهم البعض بالكلام كالألقاب والألفاظ النابية فيما بينهم والسخرية والسبّ والشتم، إلى الضرب والتسبب بالألم والإيذاء المباشر، ويمكن أن تمتدّ لتصل إلى استعمال العصي والحجارة أو الآلات الحادة وغير ذلك
الوقاية والعلاج:
تلعب الأسرة والمدرسة الدور الأهم في الوقاية من انتشار مظاهر العنف من خلال عملية التنشئة الاجتماعية السليمة، وزيادة الوعي لدى الطفل بأساليب التعامل مع الآخرين، وتنمية دافع المحبة للغير وعدم الخوف منه، والعطف والحنان على من هم أقل عمرًا منهم، ونبذ وتحقير ما يمكن أن يراه الطفل من مظاهر عنيفة ليتم تكوين اتجاه رافضٍ للعنف لديه مع الغير، وعملية ضبط مستمرة للمدرسة تقضي من خلالها بقوانين صارمة تجاه أية ممارسات عنيفة بين طلابها.
كما يلعب التوجيه الديني السليم أيضًا دورًا مهمًا في تنمية الحس الاجتماعي ومحبة الآخرين بما ينعكس على سلوكياته ومعارفه واتجاهاته من قضايا مجتمعه الصحيح منها والخاطئ.
إنّ من الأهمية بمكان الإحاطة بالطفل من جميع الجوانب النفسية منها والجسدية والأخلاقية ليتم تكوينه بالشكل الأمثل، ليكون أساسًا لشخصية المستقبل
من النصائح التي يمكن توجيهها إلى الأهل:
          اختيار الألعاب المناسبة لسن الطفل.
          اختيار الألعاب التثقيفية والتربوية البعيدة عن العنف.
          مشاركة الوالدين لأطفالهما في اللعب وتشجيعهم على التواصل .

تابعونا في العدد القادم لنطلعكم على بعض الأنشطة والألعاب التي يمكن أن نمارسها مع أطفالنا لنخلصهم من آثار الألعاب العنيفة
..

بقلم:زهية الحلاق
اخصائية تربوية
الألعاب العنيفة وأطفالنا اليوم Reviewed by Unknown on 1:04 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

All Rights Reserved by تجريب © 2014 - 2015
Powered By Blogger, Designed by Sweetheme

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.