Top Ad unit 728 × 90

الأطفال في الأزمات .. خطوات عملية للتعامل معهم

الأطفال في الأزمات .. خطوات عملية للتعامل معهم


دون أي ذنب قُدِّر للكثير من الأطفال السوريين أن يُواجهوا الأحداث الصادمة يومياً باختلاف شدَّتها، وأن يكونوا ضحايا لها.
 إنَّ ما يتعرض له هؤلاء الأطفال يثير قلقاً متزايداً حول مصيرهم في ظلِّ دائرة العنف التي تَعصِف بالبلاد، من هنا ازداد الخوف من الآثار العميقة التي سيتركها هذا النزاع في نفسية وسلوك الأطفال المستقبلي، سواء أولئك الذين مازالوا يعيشون في بيوتهم أو الذين اضطُروا إلى النزوح أو اللجوء.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف نساعد الأطفال اللذين يعيشون الأحداث السورية ويتأثرون بها ؟
- توفير أجواء الأمان للطفل وإعادة ترسيخ الشعور بالأمن والحماية من خلال تأمينه بمكان آمن بعيداً قدر الإمكان عن مكان الخطر وتهدئته وطمأنته.
- تشجيعه على مواصلة الأنشطة الاعتيادية اليومية وخلق البدائل لها إن لم يتمكن من ممارستها.
- مساعدته على فهم ردود أفعاله تجاه المواقف والخبرات الصادمة.
- التحدُّث معه عن الأوضاع التي تخيفه.
- توجيه انتباه الطفل الخائف إلى الأطفال الآخرين الذين يتعاملون مع أحداث الصدمة دون خوف، من خلال سرد قصص عن أطفال في أوضاع متشابهة وكيف تمّ التغلب على خوفهم.
- إشراك الطفل في أنشطة بدنية وألعاب وأغاني وتأليف قصص وورشات رسم من أجل توفير مجال للتخفيف من حدة التوتر والضغط النفسي لديه.
- تكليف الطفل بأعمال ومهام صغيرة لتقوية إحساسه بالكفاءة والثقة بالنفس.
الحوار: على الأهل إتاحة الفرصة للطفل للتحدث عن مشاكله واحتياجاته وهذا بدوره يخفف من معاناته، لذلك يجب عدم ترك الطفل يغوص في أحزانه وحيداً, من المهم تشجيعه على التحدث عن تجاربه، مع ملاحظة عدم إرغام الطفل على التحدث عما يزعجه إذا كان رافضاً الحديث، وفي تلك الأثناء علينا تشجيعه على أن يعبر بوسائل بديلة كالرسم واللعب.
أحياناً لا يكفي الاستماع إلى الطفل وطمأنته, من المهم جداً أن نعطيه الفرصة للإفصاح عن شعوره بالألم والحزن والغضب، وعلينا أيضاً أن لا ندعه يحس بالخجل إذا  أظهر حزنه أو خوفه، فالحزن والخوف ليسا دليلاً على الضعف.
كيف نتعامل مع نوبات الغضب: 
- الأطفال في أمَّس الحاجة إلى الفعاليات والنشاطات التي تشكل متنفساً لطاقاتهم وتُشعِرُهم بأنَّهم قادرين على التحكّم وقيادة أنفسهم والقدرة على السيطرة على محيطهم, أحياناً يُفَضَّل أن نترك الطفل يعبّر عن مشاعر الغضب دون أن ندعه يحس أنَّه يقترف ذنباً يستدعي الخجل أو الندم ويمكن بعدها التحدث معه حول سبب هذا الغضب.
- إفهام الأطفال بأنّه لا ضير من أن يشعروا بالغضب، ولكن عليهم أن يتعلّموا كيف ينفّسون عن غضبهم بطريقة مقبولة، مثلاً من خلال ممارسة التمارين الرياضية، وركل الكرة، والاستماع إلى الموسيقى، والتعبير عن المشاعر عبر كتابة قصّة أو نظم قصيدة، أو الرسم، وتخصيص وقت للتعبير عن الغضب يومياً في بيئةٍ سالمةٍ وآمنةٍ.

- الاستعانة بالفن، الدراما، الموسيقى واللعب كوسائل لتعليم الأطفال المهارات الاجتماعية, وإذا سمحنا للأطفال باستعمال الدمى، فسيتمكّنون من تأليف مَشاهدهم التمثيلية الخاصة التي تعبّر عمّا يرغبون فيه، وكيفية تحقيق حاجاتهم, هذه العملية تسهّل على الأطفال التفاعل مع بعضهم البعض، والتعبير عن مشاعرهم بواسطة الدمى، كذلك يستطيع الأطفال الاستعانة بالموسيقى ليؤلّفوا الأغاني معاً عن مختلف المواضيع التي يناقشونها، أمّا اللَّعب فيُعتَبَر البيئة الطبيعية التي يتعلّم فيها الطفل عن المهارات والتفاعلات الاجتماعية.
التعامل مع انزواء الطفل:
يمكننا مساعدة الأطفال الذين يعيشون حالة انزواء من خلال حثِّ الطفل المنطوي على نفسه على المشاركة في نشاطات مختلفة وتدريبه كما ندرِّب الصغير على المشي، لكن علينا ألّا نُصدم من بطء وتيرة التحسُّن في حالة الطفل، وأن نتذكر أنَّ الطفل يرغب في التعاون معنا إلّا أنَّه قد لا يستطيع تنفيذ هذه الرغبة لذلك علينا إتِّباع الطرق التالية:
- أن نحكي للطفل حكايات الحيوانات الخجولة والتي تسترجع ثقتها بنفسها تدريجياً.
- أن نوفر للطفل فرص النجاح في علاقته ولعبه مع الأطفال الآخرين، بحيث يبدي الجميع سرورهم وفرحتهم لنجاحه.
- أن نطلب منه القيام بتمثيل دور شخصية خُرافية تكون منطوية على نفسها، وخائفة في البداية ومن ثم تتحول إلى شخصية جريئة وشجاعة ومشاركة.
ولأن الآثار النفسية التي تخلِّفها الحروب لا تقل شأناً عن الدمار المادي الذي تُحدثه، وقد يستمر فترات ليست بالقصيرة بعد توقف العنف، ولأنَّ المعاناة الإنسانية الحالية في سوريا ستدخل في تشكيل شخصيات الأطفال ومستقبلهم وجب علينا الاهتمام بحصول أطفالنا على الدعم والمساندة النفسية المناسبة، وتوجيه الانفعالات التي يعيشونها باتجاه إيجابي يعزز قناعتهم بأنَّهم قادرون على تحسين واقعهم وجعله أفضل, وأن البلد يحتاج لأبنائه الصغار كي يبنوه مجدداً.

بقلم : ديمة سعد 
اخصائية تربوية
الأطفال في الأزمات .. خطوات عملية للتعامل معهم Reviewed by Unknown on 11:36 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

All Rights Reserved by تجريب © 2014 - 2015
Powered By Blogger, Designed by Sweetheme

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.