Top Ad unit 728 × 90

فارس الخوري

فارس الخوري

مسيحيّ بروتستانتيّ سوريّ, يترأس السلطة التنفيذية في سورية , ليست أمنية بل واقعاً حقيقياً, إنه فارس الخوري من مواليد لبنان بلدة الكفير عام 1877م أبوه كان نجاراً ويملك أرضاً زراعيةً.
 و لأمه التي فقدت أبيها في حرب بين الدروز والمسيحية  دور مهم في تحصيله العلميّ المميز, درسالابتدائية في قريته, وانتقل إلى المدرسة الأميركية بصيدا وانتُدِب للعمل فيها فيما بعد, أكمل تحصيله العلمي في الجامعة الأمريكية ببيروت (الكلية الإنجيلية السورية), حاز على بكالوريوس في العلوم, بعدها سافر إلى دمشق وعمل هناك مديراً لمدرسة الآسية كما أعطى بعض الدروس في مكتب عنبر
(مدرسة التجهيز) وبعدها استطاع حماية نفسه من الاستبداد العثماني حين عمل ترجماناً للقنصلية البريطانية، لم يستطع العودة إلى لبنان بسبب وباء لحق بسوريا.
 لم يدخل الخوري ميدان السياسة حتى بلغ التاسع والعشرون، حيث عمل في جمعية الاتحاد والترقي 1908 لأربع سنوات, كان وطنياً بامتياز إذ ساهم بإنقاذ الكثير من الوطنيين اللذين حاربوا الاستبداد العثماني حين كان نائباً في مجلس (المبعوثان)، العثماني لدرجة تعرضه للإعتقال عام 1916 بتهمة التآمر على السلطة العثمانية، وكان من الممكن أن يكون أحد شهداء السادس من أيار لولا مجريات المحاكمة وعدة عوامل أخرى (خوف الشاهد من النظر إلى عينيّ فارس رهبةً من هيبته)، حكمت المحكمة ببراءته شرط مغادرته إلى استنبول, لم يعد منها حتى 24 أيلول عام 1918م إذ شارك بعض الشخصيات الوطنية في رفع العلم الوطني السوري على دار الحكومة في دمشق .
تسلَّم الخوري حقيبة المالية لثلاث مرات متتالية في عهد الملك فيصل كما اشترك في تأسيس المجمع العلمي السوري وشغل منصب عضو في مجلس الشورى الذي أُسس بناءاً على اقتراحٍ منه على الملك فيصل.
وبعد الاحتلال الفرنسي لسورية عام1920م أعلن عداءه للفرنسيين منذ البداية في الاجتماع  المعروف مع (غورو)، حين أكد له بأن فرنسا ستخرج من سوريا عاجلاً أم آجلاً واتجه في تلك الفترة إلى العمل الحر كمحامٍ وحقوقيّ لبلدية دمشق وظلّ نقيباً للمحامين لمدة خمس سنوات, كما كان عضواً في مجلس الإتحاد السوري وأستاذاً في معهد الحقوق العربي لمادتي أصول المالية وأصول المحاكمات الجزائية وله ثلاثة مؤلفات أ
(أصول المحاكمات الحقوقيةـ موجز في علم المالية- علم الجزاء)
في تلك الفترة أسس فارس الخوري مع عبد الرحمن الشهبندر وبعض الوطنيين حزباً اطلقوا عليه اسم حزب الشعب, وقف أعضاء هذا الحزب ضد ممارسات الاستعمار الفرنسي, لذلك عمد الفرنسيون إلى اعتقاله ونفيه مع  عدد من الأعضاء إلى جزيرة أرواد تزامن ذلك مع  قيام الثورة الفرنسية عام1925م، وعاد بعد ذلك ليتسلم منصب وزير المعارف في حكومة الداماد أحمد نامي, لكن استقالته بعد فترة قصيرة من تسلمه للمنصب نتيجة رفضه الفساد ماأدى إلى اعتقاله ونفيه ثانية، ولكن هذه المرة كانت إلى الحسكة ومن ثم خارج البلاد نهائياً إلى بلدة دوما في لبنان عام 1926م.
وجوده خارج سورية لم يثنه عن عزمه في الوقوف ضد الاحتلال الفرنسي لبلده,  فقد شارك في المؤتمر الذي عُقد في باريس كنائب لرئيس الوفد المفاوض مع الفرنسيين لإنهاء الانتداب الفرنسي وذلك بعد الإضراب الستيني المعروف, وتسلم رئاسة المجلس النيابي السوري لمرتين أولهما عام 1936م والثانية عام1943م .
وتولى رئاسة الوزارة للمرة الأولى في تشرين الأول من عام 1944 وكانت سابقة أن يتولى شخص غير مسلم منصباً بهذا المستوى وخصوصاً أنه كان يشغل في الوقت نفسه منصب وزيرٍ  للأوقاف الإسلامية وقد اعترض الكثيرون على تسلُّمه الأوقاف  إلى أن قال نائب الكتلة الإسلامية عبد الحميد طبَّاع عبارته المشهورة: (نحن نؤمِّن فارس بيك الخوري على أوقافنا أكثر مما نؤمّن أنفسنا ), وإن دلّ ذلك على شئ فإنَّما يدل على ترفّع الخوري عن التعصب وتمتعه بالأخلاق العالية والوطنية الخالصة دون الإلتفات إلى ما يشتت أبناء الوطن الواحد (دين, عرق, طائفة......)
فارس الخوري بشخصيته المميزة بسعة الأفق وحدة الذكاء وعمق المعرفة استطاع أن يقدم الكثير لسورية على الصعيد الدولي, وخصوصاً في منظمة الأمم المتحدة التي كان عضواً فيها ومن الموقعين على ميثاق تأسيسها نيابة عن سورية, وتذكر له حادثة جلوسه في المقعد المخصص لفرنسا في اجتماع تلك المنظمة المؤسسة حديثاً حين دخل الاجتماع قبل الجميع وجلس مكان العضو الفرنسي لمدة 25 دقيقة كانت كافية ليفقد الفرنسي صبره ويحاول الاعتداء عليه, ذاك الجلوس كان هدفه إيصال       فكرة ضرورة إنهاء الانتداب الفرنسي لسورية حين قال له: (لم تحتمل جلوسي على مقعدكم لخمس وعشرين دقيقة بينما احتمل الشعب السوري وجودكم لخمس وعشرين عاماً ) كان لهذه الحادثة أثراً في صدور قرار إنهاء الانتداب في نفس تلك الجلسة, كما مثل سورية في توقيع ميثاق جامعة الدول العربية في آذار من عام 1945م وفي مؤتمر سان فرنسيسكو في نفس العام, ترأس مجلس الأمن لمرتين 1947م و1948م .
ابتعد الخوري منذ بداية الخمسينات عن السياسة نتيجة الحوادث والانقلابات التي مرت على البلاد .
توفّي في 2 كانون الثاني عام 1962م في مشفى السادات بدمشق .
فارس الخوري حاجةٌ لكل أمةٍ تُبنى لتَبقى, وسورية التي أنجبته ستنجب فوارسأً مثله للزمن القادم  .

بقلم : لورنسة المصياتي
فارس الخوري Reviewed by 0 on 3:09 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

All Rights Reserved by تجريب © 2014 - 2015
Powered By Blogger, Designed by Sweetheme

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.