Top Ad unit 728 × 90

تراجع مستوى التعليم و"لعنة المازوت" تلاحق أطفال سورية في مدارسهم

تراجع مستوى التعليم و"لعنة المازوت" تلاحق أطفال سورية في مدارسهم ..

تراجع مستوى التعليم في سورية منذ بداية الحرب،  حيث تجاوز عدد المدارس المتضررة والمدمرة 5000 مدرسة، وتحول البعض الآخر إلى مراكز إيواء، مما سبب ازدحام وسوء تنظيم في بقية المدراس، بالإضافة لعدم توفير الوزارة المستلزمات الرئيسية كمستلزمات التدفئة.

والمدارس في المناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة السورية عانت منذ أعوام من سوء الخدمات التعليمية والاكتظاظ بالطلاب، وسوء تنظيم الطلاب المنقطعين والطلاب النظاميين، بالإضافة إلى ازدياد نسبة التسرب بين الطلاب.

أكثر من 50طالب في الصف الواحد:
وعانت المدارس من ازدحام في الصفوف خصوصاً في ريف دمشق نتيجة نزوح الأهالي وتحول بعض المدارس لمراكز إيواء للعائلات الهاربة من الصراع، حيث تجاوز عدد الطلاب في الصف الواحد الـ50 طالب، بالإضافة لتفاوت أعمارهم.

ويشار هنا إلى أن وزارة التربية لم تستطيع اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجاوز هذه الأزمة، حيث بات الطالب يفضل التسرب على التعلم في صف يكتظ بالطلاب، والجدير بالذكر هنا أن هذا الاكتظاظ يساهم في تراجع مستوى التحصيل العلمي للطلاب ولجوء بعضهم إلى الدروس الخصوصية.

 اللباس المدرسي والكتب بـ "المحسوبية"
 اللباس المدرس أصبح عبئاً على الأسرة السورية نتيجة ارتفاع الأسعار، "فالبدلة المدرسية" يتجاوز سعرها 10آلاف ليرة سورية، من غير القرطاسية.

ومن جهتها أصدرت وزارة التربية في بداية العام تعليمات بعدم التشدد باللباس المدرسي لعدم زيادة الضغط على المواطن اقتصادياً، بينما في المناطق الآمنة والمستقرة فقد تم التأكيد على اللباس الموحد".

وقد قامت منظمات إنسانية كـ "الأنوروا" و "اليونيسيف" هذا العام بتوزيع حقائب مدرسية بالإضافة إلى اللباس، ولكن لم توزع هذه المخصصات على جميع الطلاب فبعضهم وصلهم اللباس المؤلف من "جاكيت- حذاء" والبعض الآخر لم يصله، وتعامل مدراء المدارس بحسب المحسوبية أي "خيار وفقوس" دون التفكير بحاجة الطالب وفقره.

ومن حيث المعاناة فإن أشدها ما تحمله الطلاب المهجرين إلى المناطق الآمنة ، فأصبحت المدارس تشكل لهم عبئاً اقتصادياً، وضغطاً نفسياً من حيث تعامل المدراء والمدرسيين معهم، فالطالب المهجر لا يستطيع تأمين اللباس كالطالب العادي، ولا يُسمح له بالجلوس إلا بالمقاعد الأخيرة بغض النظر عن حجمه في صف مكتظ بالطلاب، ويعاني إهمالاً شديداً من قبل المدرسة وتُوَّزع له الكتب القديمة والمهترئة" وبهذا الشأن قال أحد الطلاب المهجرين" أنا لست طفل يهودي أنا سوري ومن حقي أن أتعلم كبقية الأطفال وأنا أكره الجميع".

وعانت معظم المدراس من نقص في الكتب المدرسية، وكان تبرير الوزارة التي لم تتخذ أي إجراء منذ أربع أعوام لتفادي المشكلة هو "وجود بعض مستودعات الكتب بمناطق غير آمنة إضافة إلى الاعتداءات على شحنات توصيلها، فالكتب جاهزة لكن عندما يتم تأمين نقلها لن يكون هناك أي مشكلة".

ونقص الكتب يجبر الطلاب على شرائها من المكتبات الخاصة لإكمال العام الدراسي، وكلفة نسخة الكتب بعد عناء طويل للحصول عليها بـ2500 ليرة سورية، وإذا قمنا بعملية حسابية بسيطة للأسرة السورية التي يوجد فيها مثلاً أربع طلاب مدراس فقد يكلفهم شراء الكتب من دون القرطاسية 10000 ليرة سورية، وهذا المبلغ يزيد من عناء المواطن وخصوصاً المهجر الذي لديه التزامات شهرية  "تفوق الخيال".

لعنة المازوت تلاحق الطلاب:
مع حلول فصل الشتاء البارد امتنع الكثير من الأهالي عن إرسال أبنائهم إلى المدارس، بسبب  انعدام وسائل التدفئة في الصفوف، وتهرُّب وزارة التربية من واجب توفيرها بحجة ارتفاع سعر مادة المازوت وسوء وضع الطرقات وارتفاع أجور النقل، مع العلم أن على وزارة التربية تحديد مستلزماتها وتأمينها قبل بداية العام الدراسي.

و على لسان مدير إحدى المدارس في ريف دمشق :"لقد واجهتنا صعوبات كثيرة هذا العام نتيجة سوء الأحوال الجوية فالمدرسة تخلو من مادة المازوت منذ أشهر، ومديرية التربية لم تزودنا بمخصصاتنا اللازمة لشراء المحروقات، مشيراً إلى أن "هذا الأمر تسبب بغياب الكثير من الطلاب عن المدرسة لأيام طويلة"، في وقت الذي أكد فيه أولياء الأمور أن وسائل التدفئة تقتصر على غرف الإدارة والمعلمين فقط .

ومن جهتها تصر وزارة التربية مطلع كل عام دراسي التأكيد على إنهاء الترتيبات لاستقبال العام الدراسي الجديد من صيانة للمدارس الحكومية، وتوفير وسائل التدفئة، بينما الواقع يشير إلى غير ذلك حيث يعاني آلاف الطلاب البرد في الصفوف.
انتشار الأمراض بين الطلاب :
ونتيجة فقدان الاهتمام من قبل المدرسين ومدراء المدارس وفقدان وسائل التدفئة وشح المياه، فقد انتشرت الأمراض الجلدية بين الطلاب، والالتهابات المزمنة ومرض القمل ، بالإضافة لارتفاع الحرارة والأنفلونزا، التي باتت خطر على حياة بعض الأطفال.

وبدورها قالت مديرة مدرسة في ريف دمشق أن انتشار الأمراض كـ"القمل"، و"الطفح الجلدي" أصبح كارثي بين الطلاب، ونحاول جاهدين بالتواصل مع الأهالي وتوزيع شامبوات خاصة بمكافحة القمل للحد من هذه الظاهرة، لافتة بأن شح المياه الذي تعاني منه دمشق وريفها السبب الرئيسي لانتشار هذه الأمراض بين الأطفال.

بقلم:يارا عدرا
صحفية
تراجع مستوى التعليم و"لعنة المازوت" تلاحق أطفال سورية في مدارسهم Reviewed by 0 on 3:45 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

All Rights Reserved by تجريب © 2014 - 2015
Powered By Blogger, Designed by Sweetheme

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.