ماذا يشعر أطفالنا وكيف يفكرون
ماذا يشعر أطفالنا وكيف يفكرون
هل سألت نفسك يوماً كيف يفكر طفلك؟ أم أنَّك تعتقد أنَّ سلوكياته عفويّة لا أساس لها. هل فكرَّت بمشاعره ؟ إلى أي ِّحدٍ تراعي مشاعره وطريقة تفكيره الخاصة بمرحلته العمرية؟ تعدّ هذه التساؤلات مفاتيحاً أساسيةً تساعدك في فهم سلوكيات طفلك أولاً وفي التعامل معها ثانياً.فإذا أردت أن تكون أباً ناجحاً أو أماً ناجحة فما عليك إلا أن تفهم عالم طفلك كما هو وأن تُهيّء نفسك باستمرار كي تطور سلوكك تجاهه.
الفترة من الولادة حتى 6أشهر:
يتميز الطفل الرضيع بعدم قدرته على إدراك الأشياء من حوله بشكلها الطبيعي, فيكون بأمسِ الحاجة للشعوربأنّه محميٌّ وآمن, لذلك فمن المهم في هذه الفترة أن توفر له الشعور بالدفء.وبسبب عدم معرفته للكلام فهو يبكي كوسيلة لإخبارنا أنه بحاجة شيء ما, فاستجب له وابذل كل ما بوسعك لمعرفة احتياجاته.
يعدُّ احتضان الطفل الرضيع وهزِّه من أهم احتياجاته النفسية, فإذا شعر بالأمان فلن يخاف من تعلّم الأشياء الجديدة.
"إنّ عملية هزُّ الطفل واحتضانه كالغذاء للدماغ الذي يقوم ببناء الروابط بين خلايا العقل المختلفة"
الطفل الرضيع غير قادرٍ على فهم مشاعره ولا حتى مشاعركم, عندما يبكي فإنه لا يقصد بذلك إغضابكم لأنه لا يعرف معنى الغضب، من المهم أن تتذكروا هنا أن البكاء أمر طبيعي حتى لو استمر فيه ولفترة طويلة عليك أن تُؤكد لطفلك أنه آمن, هذا الشعور سيطور ارتباطاً وثيقاً بينكم, والذي بدوره سيكون القوام الأساسي لعلاقتكم به في السنوات القادمة.
يتعلّم الرضيع كيفية استخدام عضلاته, من خلال الإمساك بالأشياء والمضغ ونجده يحبُّ اختطاف الأشياء من حوله ويدخل كل ما يلتقطه إلى فمه, إذاً عندما يقوم طفلكم بسحب مجوهراتكم ووضعها في فمه, إنه حتماً لا يقصد التصرف بشكل سيء, وإنما يستخدم الطريقة الوحيدة التي يعرفها ليتعلّم عمَّاحوله, وهنا تكمن مهمتك في توفير بيئة آمنة لطفلك.
الفترة من 6شهور حتى السنة:
لماذا يبكي الطفلفي هذه الفترة؟قد يعود بكاؤه إلى:
- خشيته بأنَّكم ذهبتُم, فبمقدوره أن يلاحظ مغادرتكم المكان إلا أنّه ليس قادراً على فهم أنَّكم ستعودون, من الهام هنا بناء ثقة أطفالكم بكم وأن يتأكَّدوا أنَّكم بجانبهم دائماً.
- إثغاء الأسنان أو المرض فيبكي لأنَّه لا يعرف إخباركم بشيء.
يبدأ الطفل بالتمتمة ويصدر أصواتاً مثل" با, دا, ما", عندما تردُّوا على تمتمته فإنّه سيتعلّم أصوات لغته الأُم وأهميتها وسيدرك أنّكم ستستمتعون وتردّونُ عليه في حال تكلَّم.
تذكروا دائماً أن "الرد على تمتمة طفلكم وكلماته الأولى يشكل حافزاً هاماً للتواصل بينك وبينه".
الفترة من سنة حتى سنتين:
تشهد هذه الفترة تغيراتٍ مذهلةٍ في حياة الطفل حيث يبدأ بالمشي والكلام.
مع المشي سيتغير كل شيء, فقد أصبح بمقدوره الذهاب إلى حيث يريد والوصول إلى الأشياء التي يريدها, سيفرح الطفل باستقلاله الجديد.
يحب الطفل اكتشاف كل زاويةٍ, فيقوم باللمس وتذوق كل شيء, هذا البحث هو رحلته الاستكشافية للتعرّف على عالمه المحيط, والتي ستساعده على تطور عقله وتعرّفه على الأشياء المحيطة به، فسيقوم بإسقاط لعبته مرّة تلو الأخرى ليفهم معنى السقوط, وسيضع يديه في غذائه ليكتشف ملمسه, وسيضع الألعاب في فمه ليعرف طعمها.
ستلاحظ أن طفلك سيبدأفي فهم العلاقة بين السبب والنتيجة، فهو سيعرف الآن أنه عندما يجذب الرافعة في أحد ألعابه مثلاً، سيظهر له المهرج.
وظيفة طفلكم اكتشاف العالم ووظيفتكم التأكد من أن عالمه آمن لممارسة اكتشافاته عندها سيتعلّم الكثير وبسرعة, وهنا فرصة لتطوير معجمه اللغوي وتعليمه الكلمات.
من المهم أن تتكلموا مع طفلكم وتقرؤوا له وتستمعوا إليه وتجيبوا على أسئلته, إن طفلكم بحاجة لأن يدرك أنكم تحترمون حاجاته ليكون مستقلاً وتدعموا رغبته القوية في التعلّم.
هنا قد تحدث بعض الخلافات بينكم, عندما يقول طفلكم "لا" فإنه لا يقصد أن يتحدّاكم أو يتمرد عليكم, كل مافي الأمر أنه يحاول إخباركم بما يشعر حيث يصعب عليه شرح مشاعره, كما أنَّه لا يدرك كيف تشعرون فعندما تكونوا على عجلة وطفلكم لا يسرع في ارتداء ملابسه لا تعتقدوا أنه يرغب في تأخيركم وإنما لا يفهم لماذا عليه المغادرة الآن وهو يلعب لعبته المفضلة.
يواجه الطفل في هذه الفترة خيبات أمل كثيرة لأن الكبار يقولون له "لااااااا", نحن نحاول المحافظة عليه آمن ونعلّمه الكثير من القوانين وهو لا يفهم مقصدنا, فيعبّر عن خيبات أمله بالدموع والصراخ وإلقاء نفسه على الأرض. من المهم هنا أن تعلّموا أطفالكم كيف يعبرون عن مشاعرهم بطريقة بنّاءة.
"إنَّ تلقين أطفالكم دروساً مبكّرة عن حل المشاكل هو اللبِنة الأساسية في نموِّهم لأنَّها ستقوي العلاقة بينكم وستكسبكم مهارات حياتية تدوم مدى الحياة".
بقلم:ديمة سعد
اخصائية تربوية
ماذا يشعر أطفالنا وكيف يفكرون
Reviewed by 0
on
4:01 ص
Rating:

ليست هناك تعليقات: